[الحديث الثاني والثلاثون] في ذكر الرياء وشر عاقبته وما يتصل بذلك
  معاذ عن شيخ له مديني، قال: كان الإمام الشهيد زيد بن علي @ يقول:
  إنما سلامتك يا ابن آدم في الدنيا من الضلال مطيتك إلى رضوان ربك تبارك وتعالى، فتعاهد نفسك بالحساب وناقشها فيما لها وعليها، ولا ترخص لنفسك فيما ليس لك حتى تحرزها لخالقها وتخلصها لربها، حينئذ أنت عبد اللّه ووليه من أهل جنته، يا ابن آدم كم أشهدته من عملك على ما لا يرضى لك، وإنما سعيت في هلكتك وكدحت إلى بوارك، ثم ها أنت ذا تغتر بجهل الجاهلين بك وتزهو بمدح المغترين بما ظهر من ريائك، يا ابن آدم: من أعرف منك بنفسك؟ ومن هو الذي أولى بصلاح أمرك منك؟
  بادر ثم بادر قبل اخترامك، وقبل زوالك وقبل رحيلك وقبل نزولك إلى قبرك لم تمهد فيه معادا ولم توسد لنفسك فيه مسادا، إنما تسكنه فردا خاليا تنوبك فيه بنات الأرض وتزورك فيه هوامها، أيا غافلا وما أغفلك؟ أخلت سدى؟ أتترك فيما هاهنا آمنا، أتزعج إلى دار الخلود التي أعدت للمتقين.
  ٢٥٦٣ - وبه: قال أنشدنا شيخنا أبو الفضل يوسف بن محمد بن أحمد لبعضهم: [الرجز]
  بينا تراه مصليا ... فإذا بصرت به ركع
  يبكي وجلّ بكائه ... ما للفريسة ما تقع
  ٢٥٦٤ - وبه: قال أنشدنا غيره وهو أبلغ في معناه:
  ذئبا تراه مصليا
  ٢٥٦٥ - وبه: قال أنشدنا أبو الفضل لغيره:
  صلّى فأعجبني فصام فرابني ... نج القلوص(١) عن المصلي الصائم
(١) القلوص من النوق: وهي بمنزلة الجارية من النساء اه.