الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث الرابع والثلاثون] في القضاة وإكرام الشهود وما يتصل بذلك

صفحة 326 - الجزء 2

  # إلى جنب شريح وجلس اليهودي بين يديه، فقال علي #: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس لكني سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «أصغروا بهم كما أصغر اللّه بهم» فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، قال: نعم أقول إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي لم أبع ولم أهب، فقال شريح: أيش تقول يا يهودي؟ فقال: درعي وفي يدي، فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينة، قال: نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي فقال: شهادة الابن لا تجوز للأب، فقال علي #:

  رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟ سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» قال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أن هذا الحق، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، كنت راكبا على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلا فأخذتها. وخرج يقاتل مع علي # الشراة بالنهروان فقتل، ¦.

  ٢٦٢٨ - وبه: قال: أخبرنا القاضي أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه في منزله، قال: أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري، قال: حدّثنا أبو علي الكوكبي أبو الزنباع، عن عبد الرحمن بن أبي عباد عن ابن عيينة عن أبي إدريس الأودي عن سعيد بن أبي بردة، أنه أخرج إليهم كتابا وقال هذه واللّه رسالة عمر إلى جدي أبي موسى الأشعري: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم، إذا أدلى إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، سوّ بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك، الفهم الفهم فيما يختلج في نفسك مما ليس في الكتاب والسنة. قس الأمور بعضها ببعض وانظر أشبهها بالحق، وأحبها إلى اللّه ø فاعمل به، لا يمنعك قضاء قضيته اليوم راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق جديد لا يبلى، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، واجعل لمن يدعي حقا ببينة غائبة أمدا ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا أمضيت عليه القضاء فإنه أبلغ للعذر وأجلى للمعمى، البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحا حرم حلالا وحلل حراما، ردد الخصوم كي يصطلحوا، فإن فصل القضاء يورث الضغائن، والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد، أو مجربا عليه شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو نسب، إياك والقلق والضجر والتأذي من الناس عند الخصومة، فإن القضاء في مواطن الحق يوجب اللّه الأجر فيه، ويخلص فيه الدين، فمن خلصت نيته ولو على نفسه كفاه اللّه ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بما ليس في قلبه شانه اللّه ø وأن اللّه لا يقبل من عبد إلا ما كان له خالصا فما ظنك بثواب عند اللّه في عاجل رزقه وآجر رحمته.

  ٢٦٢٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الرحمن بن محمد