الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث السادس والثلاثون] في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة وأماراتها وما يتصل بذلك

صفحة 356 - الجزء 2

  ٢٧٣٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن علي القضباني الأطروش من لفظه وأصله من بني حرام بالبصرة، قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي إملاء قال: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي حرب الصفار، قال: حدّثنا عبد الواحد بن غياث القيسي، قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار عن جعفر بن محمد @، عن أبيه عن جابر قال: كان رسول اللّه ÷ إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش صبحكم أو مساكم، ثم يقرن إصبعيه السبابة والتي تليها ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين، ثم يخطب فيقول: خير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدّثة بدعة».

  ٢٧٣٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن عمر بن عبد اللّه بن رشتة قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه العطار إملاء يوم الاثنين بالبصرة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال: حدّثنا العباس بن حماد بن فضالة، قال: حدّثنا عمرو بن أبي الحارث، قال: حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن النبي ÷ قال:

  «والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث اللّه أمراء كذبة، ووزراء فجرة، وأعوانا خونة، وعرفاء ظلمة وقراء فسقة، سيماهم سيماء رهبان، قلوبهم أنتن من الجيفة، أهواؤهم مختلفة، يفتح اللّه لهم فتنة غبراء مظلمة فيتهاوكون فيها كتهاوك اليهود الظلمة، والذي نفس محمد بيده لينقضن الإسلام عروة عروة حتى لا يقال اللّه اللّه. لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن اللّه عليكم شراركم، فليسومنكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم».

  ٢٧٤٠ - وبه: قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: حدّثنا محمد بن الصائغ المكي، قال: حدّثنا محمد بن معاوية النيسابوري، قال: حدّثنا محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس ¥، قال:

  قال رسول اللّه ÷: «سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة، سفاكين للدماء يرعون عن قبيح، إن تابعتهم واربوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك، وإن حدّثوك كذبوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، الاغترار بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاو والآمر بالمعروف فيهم متهم، والمؤمن فيهم مستضعف، والفاسق فيهم مشرف والسنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، فعند ذلك يسلط اللّه عليهم شرارهم، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم».