[الحديث الأربعون] في ذكر المحشر وهوله وذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك
  أبي طالب $: أن الإمام أبا الحسين زيد بن علي @ دخل ذات يوم على عمر بن عبد العزيز فتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: إن زيدا لمن الفاضلين في قيله ودينه، وكان عمر بن عبد العزيز يلطف بزيد بن علي @ ويكاتبه، فقال عبيد اللّه بن محمد: كتب زيد بن علي # إلى عمر بن عبد العزيز في كتاب كتب به إليه: «وإن الدنيا إذا شغلت عن الآخرة فلا خير فيها لمن نالها، فاتق اللّه ولتعظم رغبتك في الآخرة، فإنه من كان يريد حرث الآخرة يزده اللّه توفيقا، ومن كان يريد حرث الدنيا فلا نصيب له في الآخرة».
  ٣٠٠٨ - وبه: قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال: حدّثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز، قال: أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخلاب، قال: قال أبو إسحاق: يعني إبراهيم الحربي، قال: حدّثني محمد بن سعيد، قال: استأذن خال سليمان أمير المؤمنين عليه وهو يلعب بالشطرنج، فقيل له إن خالك بالباب؟ فقال:
  ويحك دعنا يرانا نلعب بالشطرنج، قال خالك: يا أمير المؤمنين إنه يريد الحج ويريد يدعوك، قال: ابسطوا على الشطرنج منديلا، وأمر فدخل عليه وجثا بين يديه، فقال:
  يا خال: نظرت في الشعر ننشد شيئا منه؟ فقال: لا شغل عن ذلك المعاش، فقال:
  سمعت من الحديث شيئا، فقال: لا شغل عن ذلك المعاش، قال: فنظرت في العربية؟ قال: لا شغل عن ذلك المعاش، قال: ويلك العب بالشطرنج، فما معك في البيت أحد.
  ٣٠٠٩ - وبه: قال: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه بن طاهر الفقيه الشافعي بقراءتي عليه، قال: حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا العكلي عن الهرماني عن رجل من همذان، قال: قال معاوية لضرار الصدائي، يا ضرار: صف لي عليا، قال:
  اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنه، قال: أما إذا لا بد من وصفه: فكان واللّه بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواجذه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان واللّه غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن واللّه مع تقريبه إيانا وقربه منا، لا نكاد نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضا على لحيته، يتململ تململ