[الحديث الأربعون] في ذكر المحشر وهوله وذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك
  السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري، أبى تعرضت؟ أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك حقير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، فبكى معاوية، وقال: رحم اللّه أبا الحسن، كان واللّه كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها.
  ٣٠١٠ - وبه: قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال: حدّثنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني، قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، قال: تكلم رجل بحضرة أعرابي فأطال ولم يجد، فقال له الأعرابي: يا ابن أخي أمسك، فإنه من أجلك رزق الصمت المحبة.
  ٣٠١١ - وبه: قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال: حدّثنا أبو عبيد اللّه المرزباني، قال: حدّثنا أبو الحسن الأخفش قال: تكلم ربيعة بن عبد الرحمن الفقيه، وكان عييا متفاصحا، فأعجبه ما كان منه، فقال لأعرابي بالحضرة: ما تعدون العي فيكم؟ قال: ما كنت فيه منذ اليوم.
  ٣٠١٢ - وبه: قال: حدّثنا أبو الفتح بن منصور بن محمد بن عبد اللّه الأصفهاني المعروف بابن المقدار إملاء في شارع ابن أبي عوف ببغداد، قال: رأيت مكتوبا على حائط بالعلث: [المتقارب]
  إن اليهود بحبها لعزيرها ... أمنت حوادث دهرها الخوان
  وبنو الصليب بحب عيسى أصبحوا ... يمشون زهوا في قرى نجران
  وترى المجوس بحبهم نيرانهم ... لا يكتمون عبادة النيران
  والصادعون بمدح رب عادل
  يرمون في الآفاق بالبهتان ... لا يقدرون على إبانة رشدهم
  خوفا من التشنيع والعدوان
  ٣٠١٣ - وبه: قال: وحدّثنا أيضا إملاء، قال: كتب إلى أبو أحمد العسكري، قال أنشدني أبو بكر بن دريد لطلحة بن عبيد اللّه: [الطويل]
  لئن كان هذا الدهر أودى بعاصم ... ووافت به الآجال يوما مقدرا
  لما كان إلا كابنة الخدر عفة ... أبي الخناعف الثياب مطهرا
  ولا قسطلت خيل بخيل عجاجة
  ولا اصطفت الأقدام إلا تقسورا ... يقدم في النادي الجليس أمامه
  ويأبى غداة الروع أن يتأخرا
  ٣٠١٤ - وبه: قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو عبيد اللّه محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: حدّثنا محمد بن يونس عن يحيى بن خلف الباهلي، قال: حدّثني عمر بن علي بن أبي العباس الهلالي، قال: سمعت الضحاك يقول: خلتان من كانتا فيه هنآه دينه ودنياه، من نظر في دينه إلى من هو فوقه لم تزل نفسه تتوق إلى عمله، ومن نظر في دنياه