الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب # وما يتصل بذلك

صفحة 174 - الجزء 1

الحديث السادس في فضل أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب # وما يتصل بذلك⁣(⁣١)

  ٦٥١ - وبالإسناد: المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده اللّه تعالى يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال: حدّثنا السيد الأجل الإمام المرشد باللّه ¥ أبو الحسين يحيى بن الموفق باللّه أبي عبد اللّه رحمهما اللّه إملاء من لفظه، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن المعدل بقراءتي عليه بأصفهان، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم المعدل، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن ماهان، قال: حدّثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدّثنا سهل بن عثمان، قال: حدّثنا عيسى بن راشد، قال: سمعت علي بن نديمة يحدث عن عكرمة عن ابن عباس ¥ قال: ما أنزل اللّه آية في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا كان علي أميرها وشريفها، ولقد عاتب اللّه تعالى أصحاب محمد ÷ في غير آية، فما ذكر عليا # إلا بخير.

  ٦٥٢ - وبه: قال السيد الإمام المرشد باللّه ¥، أخبرنا أبو بكر


(١) فليتنبه القارئ الكريم إلى هذه المسألة من المسائل الشائكة التي سببت ضلال كثير من الفرق فبين غال وهم الشيعة وبين خوارج على الإمام # والصواب الذي عليه أهل السنة وهو التوسط بين هاتين الفرقتين مع الانتباه إلى أن ذلك لا يعني نفي فضائل الإمام علي # كما يفعل ذلك بعض المنتسبين إلى السنة والسلفية، بل إن الإمام عليّا # له الفضائل العظيمة الباهرة التي نطق بها القرآن ونطقت بها السنة وإن كان ذكره لم يأت مصرحا به ¥ في القرآن ولكنه أشير إليه فنحن بحمد اللّه تعالى نثبت له الفضائل التي أثبتها اللّه ø له وأثبتها له الرسول ÷ ونقر له بالفضل وبالسبق ونقر له بالتقدم في الإمامة على سائر الخلق بعد الشيخين وذي النورين رضوان اللّه عليهم أجمعين ونقر له بأن معاوية أخطأ عندما خرج عليه وأن كل من خرج على الإمام باغ بنص الحديث الذي قاله الرسول ÷ كما في البخاري «ويح عمار تقتله الفئة الباغية» وهذا يوضح بجلاء وبلا تعصب أو تشنج أن من خرجوا على الإمام ¥ مخطئون باغون لأنه هو الحاكم الأصلي والإمام المبايع من قبل المؤمنين وأنه صاحب الحق وكان مصيبا في قتاله لمعاوية وأشياعه، ومع ذلك يجب علينا أن لا نرفع الإمام على نوعية قدره البشري مع الوضع في الاعتبار أنه بشر عادي من عباد اللّه الصالحين وليس نبيا فنحن نحبه ونحترمه ونعظمه دون غلو ودون تفريط في حقه.