الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث التاسع في التوبة وما يتصل بذلك

صفحة 254 - الجزء 1

الحديث التاسع في التوبة وما يتصل بذلك

  ٨٧٠ - وبالإسناد: المتقدم إلى السيد الإمام المرشد باللّه ¥، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه في منزله بباب الأزج ببغداد، قال حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المعيد إملاء بجرجرايا في شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدّثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد اللّه بن مروان البزاز ويعرف بالجمال، قال حدّثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدّثني أبي عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه ¥: أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن، وكان يحف للنبي ÷، وأن رسول اللّه ÷ بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل فكرر النظر وخاف الوحي على النبي ÷، فخرج هاربا على وجهه، فنزل جبالا بين مكة والمدينة، ففقده النبي ÷، ثم إن جبريل # نزل على رسول ÷ فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذني من ناري، فقال النبي ÷:

  يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتياني بثعلبة، فخرجا من أنقاب المدينة فلقيهما راع من رعاة الإبل يقال له ذفافة، فقال له عمر يا ذفافة: هل لك علم بشاب هارب بين هذه الجبال؟

  فقال ذفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم، فقال له عمر: ما علمك أنه هرب من جهنم؟

  قال لأنه إذا كان في جوف الليل خرج من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولا تجودني لفصل القضاء، قال: إياه نريد، فخرج بهما ذفافة، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم فغدا عمر عليه فاحتضنه، فقال: الأمان الأمان، متى الخلاص من النار، فقال عمر بن الخطاب: أنا عمر بن الخطاب، قال يا عمر هل علم رسول اللّه ÷ بذنبي؟ قال:

  لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني وسلمان في طلبك فقال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة أو بلال يقول: قد قامت الصلاة، فقال له عمر: أفعل، فأقبلوا إلى المدينة فوافق النبي ÷ وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فلما سمع ثعلبة قراءة النبي ÷ خر مغشيا عليه، فلما قضى رسول اللّه ÷ - يعني صلاته قال يا عمر ويا سلمان: ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن؟ قالا هو ذا يا رسول اللّه، فقام النبي ÷ فحركه فانتبه،