الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث التاسع والثلاثون] في ذكر الموت واختلاف الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك

صفحة 401 - الجزء 2

[الحديث التاسع والثلاثون] في ذكر الموت واختلاف الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك

  ٢٩١٥ - وبالإسناد: المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده اللّه تعالى، قال: أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال: حدّثنا والدي بقراءته علينا، قال: حدّثنا السيد الأجل الإمام المرشد باللّه ¥، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال: أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي، قال: حدّثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرنا معروف الكرخي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه ÷: «يقول اللّه تعالى لملك الموت #: انطلق إلي وليي فائتني به، فإني قد بلوته بالضراء والسراء فوجدته حيث أحب، قال: فيأتيه ملك الموت # ومعه خمسمائة من الملائكة $ يحملون معهم أكفانا وحنوطا من الجنة، ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة، واحد في رأسها عشرون لونا لكل لون ريح سوى ريح صاحبه والحرير الأبيض فيه المسك، فيأتيه ملك الموت # فيجلس عند رأسه ويبسط ذلك الحرير والمسك تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة، فإن نفسه لتعلل هناك مرة بأرواحها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها، قال: ويقول ملك الموت # أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ولملك الموت أشد لطفا به من الوالدة بولدها، فيعرف أن تلك الروح حبيبة إلى ربها يلتمس بلطفه تحببا إلى ربه ورضاه عنه، يسل روحه كما تسل الشعرة من العجين، قال اللّه ø: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ}⁣[النحل: ٣٢] وقال ø: {فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ٨٩}⁣[الواقعة: ٨٨ - ٨٩]. يقول ø:

  روح من جهة الموت، وريحان يتلقى به وجهه، ونعيم مقيله.

  فإذا قبض ملك الموت روحه، قالت الروح للجسد: جزاك اللّه عني خيرا، فقد كنت سريعا إلى طاعة اللّه، بطيئا عن معصية اللّه، فقد نجوت وأنجيت، ويقول الجسد للروح مثل ذلك، قال: وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع اللّه عليها وكل باب من