[تفسير سورة المنافقون]
  اللّه لكم من رزقه الذي رزقكم. ومعنى {أَوْلادُكُمْ} فهو: نسلكم. ومعنى {عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} فهو: عن طاعة اللّه التي من أداها لم يخل من ذكر اللّه فيها، ومن ذكر اللّه فلم ينسه، ومن لم ينسه لم يخالفه ولم يعصه. ومعنى {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ٩}، معنى {يَفْعَلْ} هو: يعمل.
  ومعنى {ذلِكَ} فهو: هذا الذي نهى اللّه المؤمنين عنه. ومعنى {الْخاسِرُونَ ٩} فهم: الخائبون الذين لم ينالوا ما كانوا يأملون.
  وقال سبحانه: {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠}. معنى {وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ} فهو: أعطوا مما وهبناكم.
  ومعنى {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} فهو: يأتي كل واحد منكم الموت، فطرح الكاف واللام وهو يريدهما، فجاء الخطاب كأنه لواحد دون الجميع.
  ومعنى {فَيَقُولَ رَبِّ} فهو: عطف على النسق الأول، لأن جنس الخطاب الآخر، من جنس الخطاب الأول. ومعنى {لَوْ لا} فهو: لو بلا ألف ولام، ولها نظائر في الكلام. ومعنى {أَخَّرْتَنِي} فهو: تمهلتني وتركتني ولم تمتني.
  ومعنى {أَجَلٍ قَرِيبٍ} فهو: وقت قريب. ومعنى {فَأَصَّدَّقَ} فهو: فأخرج وأنفق. ومعنى {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠} فهو: وأعود إلى المسلمين، ومن وإلى يعتقبان، يقول: وأعمل من الطاعة مثل ما يعملون.