مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل كويل بن الحسن]

صفحة 162 - الجزء 1

  بالسؤال، فيسد عند الأمر خلتهم، ويثقل عليهم ما كلفهم، فلا يسألوا من يركنون إلى قوله من إخوانهم الكتابيين. فخاطب اللّه سبحانه رسوله بهذا الخطاب، والمراد بالخطاب سواه ممن شك فيما نزل عليه #، والدليل على ذلك أنه قد يخاطب من لا يراد بالخطاب، قول اللّه سبحانه لنبيه # في الوالدين: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما ...}⁣[الإسراء: ٢٣] الآية، والمعلوم الذي لا يختلف فيه خاص ولا عام، أن القرآن نزل على النبي ÷، وليس من والديه حي أصلا، فهذه دلالة لا تدفع.

  و [سألت] عن معنى قول اللّه سبحانه: {وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ...} إلى قوله: {وَإِنَّا لَصادِقُونَ ١٤٦}⁣[الأنعام: ١٤٦](⁣١). هل ذبائح اليهود عليهم حرام في نفوسهم أم تحل لهم؟

  الجواب: اعلم يا أخي أنا وجدنا كتاب اللّه سبحانه يخبر بما حرم على اليهود، فلم نجد في ذلك تحريم ذبائحهم عليهم، وإنما وجدناه يحرم عليهم كل ذي ظفر، ومن البقر والغنم حرم عليهم ما ذكر.

  فإن قال قائل: فلعل ذلك كان عليهم قبل ظهور النبي ÷ كان جائزا، وحرم عليهم بعد ذلك؟!


(١) كمال الآية: {... وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ ...}