مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل كويل بن الحسن]

صفحة 163 - الجزء 1

  فإنا نقول: إن ذلك يستحيل، لأن اللّه سبحانه قال: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ ...}⁣[الأنعام: ١٤٦] الآية. فلو كانت الذبائح مما عاقبهم به، لذكر ذلك في كتابه.

  فأما غيرهم فمحرم عليهم ذبائحهم، فاعلم ذلك.

  و [سألت] عن معنى قول اللّه سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣[الأعراف: ٣٢]؟

  الجواب: اعلم أن اللّه سبحانه أمر نبيه # أن يسأل من أنكر عليهم، ما كانوا ينالون من الزينة وطيبات الرزق، من حرّم ذلك؟! فلم يجدوا لما سأل عنه جوابا، فأخبر اللّه سبحانه بالجواب في ذلك، فقال عز من قائل: {قُلْ} - يا محمد - {هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ.} فدل بذلك أن الرزق في الدنيا مشترك، وأنه في الآخرة للمؤمنين خالصا، والخالص هو الصافي لأحد الجزأين بعد الاشتراك، ولو كان للمؤمنين خالصا في الدنيا والآخرة، لكان قول اللّه: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا، لكنه سبحانه لما قال: {هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ} علمنا أنه مشترك في الدنيا، فهذا معنى ما سألت عنه وجوابه.