مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل علي بن خراش]

صفحة 198 - الجزء 1

  أحدها: أنه لم يتعمد ذلك، واللّه سبحانه يقول: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب: ٥]. وهذا فلم يتعمد.

  ووجه آخر: أني وجدت المصلي يخطئ في قراءته وفي تسبيحه، [تسبيحه] مكان قراءته، وقراءته مكان تسبيحه، فلا يفسد ذلك شيئا من صلاته، وكذلك من طاف بالبيت أو سعى، فزاد طوافا ثامنا مع أطوافه، على غير تعمد إن ذلك غير مفسد لحجة، وكذلك لو صام شهر رمضان، وصام يوم العيد غير متعمد لصيامه، لما كان صيام ذلك اليوم مبطلا لصيامه، لأنه لم يتعمد لذلك، ومثل ذلك كثير، إلا أني أجتزي بقليل ذلك عن كثيره، فاعلم ذلك.

  و [سألت] عن فضل السابق على المقتصد، أبفريضة من اللّه أكرمها إياه، أم هما في الفضل سواء؟

  الجواب: اعلم أن اللّه تبارك اسمه لم يفرض على السابق فرضا لم يفرضه على المقتصد، ولكنهما لما تفاضلا في الاكتساب للعمل الصالح، حتى انتهى بالسابق إلى الغاية التي عجز المقتصد عن لحوقها، اصطفى اللّه السابق بمقام الرسول ~ وعلى آله وسلم، وجعله خليفة في أمره، فهذا المعنى بينهما، وما من أجله تفاضلا.

  و [سألت] عن رجل زنا وهو محصن في وقت عدم الأئمة $، وإنفاذ الرجم عليه، وما يكون حال مرته عند خروجها من الحيضة الثالثة؟