مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل علي بن خراش]

صفحة 208 - الجزء 1

  فقد استخلفه موسى، كما استخلف محمد عليا ª، وقد رفض علي كما رفض هارون، فلا فرق بين علي وهارون، ولا فرق بين من رفض رسل اللّه واتبع هواه، واللّه مجازي كل نفس بما كسبت من خير وشر، فجعلنا اللّه من الكاسبين خيرا برحمته.

  و [سألت] عمن خذل آل محمد فلم ينصرهم، وعاداهم ولم يوالهم، هل يحل له ما يحل لهم من المنكح والمطعم والملبس والمركب أم لا؟

  الجواب: اعلم أنه لا يحل لهم من مال اللّه ما يحل لنا، ولا ينال خير الدنيا والآخرة إلا بنا، فإن عدل عن ذلك فليس منا، وأمير المؤمنين ~ وعلى اللّه الطاهرين وسلم يقول: «لهم علينا ثلاث، ما كان لنا عليهم ثلاث، لا نمنعهم من الصلاة في مساجدنا، ما كانوا يشهدون بشهادة ديننا، ولا نبدأهم بمحاربة حتى يبدءونا، ولا نمنعهم من حقهم من الفيء ما كانت أيديهم مع أيدينا». فهذا الجواب لما سألت عنه.

  و [سألت] عن معاوية وما أوجف به في حرب علي، من الخيل والركاب والسلاح والرماح والقوة بالأموال، هل يستوي هو وفرعون في المنزلة في الدنيا والآخرة أم لا؟

  الجواب: اعلم أنهم مستوون لا فرق بينهم في الدنيا ولا الآخرة، ما خلا الاسم، كذلك روي عن أمير المؤمنين ~ أنه قال في حرب صفين: «امتحنت بما لم يمتحن به أحد من الأوصياء قبلي»، فكل نبي خالفته أمته قتلته وقتلت وصيه، وكفرت به وبمن أرسله، وأمة نبينا تشهد بما تشهد