مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل علي بن خراش]

صفحة 210 - الجزء 1

  السابق، ويشهر السيف على أعدائه، أم لم يكلفه اللّه ذلك، عرّفنا يأجرك اللّه؟

  الجواب: اعلم أنه قد كان تقدم في كتابي إليكم مع أحمد بن محمد بن يعقوب جواب يكفي عن جواب هذه المسألة، وهو جواب بالغت فيه، واعلم أن المقتصد لا ينصب نفسه للإمامة، لأنه ليس بين السابق والمقتصد منزلة له تحل، إذ الظالم لنفسه مقدم قبل ذين، ولكن المقتصد مستفاد منه، وهو أيضا لمكانه من الإيمان، والمعرفة باللسان، لا ينصب نفسه لذا المكان، فاعلم ذلك.

  فأما السابق فهو خليفة السابق، لأن كل سابق من الأئمة مسبوق، إلا أمير المؤمنين، عليه صلوات رب العالمين، فلم يسبقه إمام، وإنما السابق له رسول اللّه ~ وعلى آله وسلم، ثم الأئمة بعد علي سابق بعضهم لبعض، إلى هذه الغاية، وكل من علا منهم وارتفع، ففضله على قدر ارتفاعه، وقرب نسبه إلى من علا من أسلافه، فالأقرب منهم إلى رسول اللّه ~ وعلى آله وسلم وإلى أمير المؤمنين # أرفع إلى هذه الغاية، فلا بعّدنا اللّه من خير، ولا قرّبنا من شر برحمته، وجعلنا من أهل القدوة بأهل طاعته.

  و [سألت] عن رجل من ولد الهادي # قائم باليمن، يدعو إلى الكتاب والسنة، فكسر عليه الشيعة؟

  الجواب: اعلم أني لا أتكلم في أمر لا أقف على حقيقته، إلا أنه ربما لم يؤت الإنسان إلا من نفسه، وقد ذكر منه غلظة على شيعته، واللّه يقول لنبيه