[كتابه إلى أهل نجران]
  كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ١٦١}[آل عمران: ١٦١]، فرحم اللّه عبدا لم يفوّت حظه من الآخرة، وأدى ما أوجب اللّه عليه من قبل أن لا تكون رجعة، ولا تقال عثرة(١)، ولا يؤخذ من نفس فدية، ولا تقبل منها معذرة، ولا تنفعها شفاعة، ولو يعلم من غل زكاته أنه عند اللّه من الهالكين، ومسمى بفعله بأفعال المشركين، لعسر ذلك عليه، ولسمج ما استحسن لديه، لكنه لم يعلم بقول اللّه سبحانه وتعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ٦ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ ٧}[فصلت: ٦ - ٧].
  أجل لو علم بذلك من يؤمن باللّه واليوم الآخر لما تعرض لهذا الإثم الهالك عند اللّه وعند البرية من تسمّى به، وقد بعثت بكتابي هذا خادمي سعيد بن سراج ليقرأه على من بقي عنده لنا بقية تؤدّى لإنفاذ الأمر في منشورنا هذا، فليقم معه جميع السعاة الذين كانوا لنا في خدمة، ولهم بواجبنا معرفة، ومن أدى واجبه عرف وكتب اسمه، ومن لم يود شيئا مما لنا عليه عرّفنا به، ولم يلم بعد ذلك إلا نفسه، وقد أعذر من أنذر، فأقسم باللّه صادقا لئن فعل ذلك أحد من أهل طاعتي لأنفذن عليه حكم اللّه، وحكم رسوله ÷، وحكمي.
  فرحم اللّه عبدا صان نفسه، وصان قومه، ولم يبد لي وجهه، واللّه يقول وقوله الحق: {أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ
(١) في السيرة: عثرة زكاته.