مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العساكر]

صفحة 226 - الجزء 1

[كتابه إلى العساكر]

   الحمد للّه أحمده بجميل مواهبه، وأتوكل عليه وأومن به، وأسأله أن يصلي على سيدنا محمد وآله، أما بعد: يا جماعة أوليائنا وإخواننا وشيعتنا، فإنا لو عددنا مناقبكم فينا، وكريم طاعتكم لأوّلنا وآخرنا، لكثر بذلك خطبنا، ولما أحاط به عددنا، ثم قد جمعنا وإياكم ما قد جمع أولا منا ومنك، وقد سرنا فيكم بسيرة لم تذموها، وأوليتمونا من طاعتكم أيادي كريمة لا نزال نشكرها واللّه مجازيكم عنها، وقد نال أخوكم بذلك ما مكنه في أمره، وحظيتم بفخره، ثم قد خرق فيما نال أخوكم بأيديكم خرقا إن لم يرفه بكم اتسع فتقه، وعم أهل الأرض محقه، وقد أقبلتم لما استنجدتم له غير خاذلين ولا متواكلين، ولا وانين ولا عاجزين، فأعظم اللّه على ذلك أجوركم، وشكر سعيكم، وأعلى في الأرض ذكركم، وقد خضع لذكر إقبالكم المسئ، وابتهج الولي، فلاذا جميعا بولد وليكم وشاكر أياديكم، فعطفه كرم الطباع على المسئ، وأوجب الحرمة على الولي، فآنسهما منه بذمة، لذمة آبائه وأوليائه، وتلك ذمة تلزمنا جميعا، لقول رسول اللّه ÷: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم»⁣(⁣١).


(١) رواه النسائي ٨/ ٢٤، والدارقطني ٣/ ١٣١.