مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العساكر]

صفحة 228 - الجزء 1

  [الحجرات: ٧] الآية، ونحن وإياكم متوجهون إلى بلد أكثر أهله رعية ومسكنة، ولن يتعرضوا في إضعاف ذلك من المؤمنين والمؤمنات، واللّه يقول جل وعلا: {وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً ٢٥}⁣[الفتح: ٢٥]، وقد نعلم أن أهل الوفاء منكم والرحلة غير مخالفين، ولا لما هممنا به غير معطلين.

  ثم ليعلم من بلغه كلامي هذا أنه من تعدى ببسط يد فيما لم أبحه أني أجري عليه ما تعرض له، وأحل به ما أحل بنفسه، فلا يغترن أحد من بعد كلامي هذا، فأقسم باللّه لئن تعدى أحد أمري لأجرين عليه حكم اللّه بعقوبتي، وقد أعذر من أنذر، ومن غلبته نفسه على هواها، فذلك ما عرضها لأذاها، والسلام على من اتبع الهدى وتجنب عواقب الردى.