[كتاب له أجاب به على يوسف بن يحيى بن الناصر]
  أصحابه إلى ابن عمه، وإلى رجل بني سعد، سألهم اللّمّة عليّ وعلى رجال همدان، تمنعا طريحه ما يطلب من التبل المتقدم عندهم، فلم تساعده بنو سعد لحماها وبعد مداها إلى ما طلب، والتزمت بيعتها، وتمّ ما كنا نأمل بحمد اللّه، ولم يتم له مراد لسيئ نيته، وعزّ علي أن يكون كذلك، ثم وصل إلي فاستعفى على هدم الدرب بغير يد قدمها، فأوجبت المسألة وصنت منه ما يصون المرء من قريبه، فلم ألبث حتى إذا هو يعامل إبراهيم بن محمد المليح في أن يقوم على بني سعد، ويقوم علي هو بالربيعة، فمسحت بذلك جنبي، وأتبعت آخر فعلي أوله، فسلمت للجميع البلد، فعملوا الكتاب الذي عملوا، وخرجت فصرت في بلاد خثعم، فلم يدع البغي أحدا يتم بما فعل.
  فلما رأت العرب الفتنة قصدوني بحيث اعتزلت فتعلقوا بي، فوصلت البلد، فخرج الشريف أيده اللّه تعالى في الجيش للمكاسرة ولقاني المكروه، فأعرضت عن ذلك وتلطفت حتى جرت الأمور على أحسنها، وكان هو وأهل طاعته في العمل في أمري لا ينئون عن ذلك ليلا ولا نهارا، حتى أذن اللّه في الخروج فستر وكفى، فلما فاتهم المراد وانقطع الطرق والفساد، فكان ما كان، فرددت الرسل وطمعت بالعافية، فساعدوا الباغي، ودافعوا عنه بالباطل، حتى استدعاني ذلك إلى ما فعلت بهم، وكل ذلك بأسبابك يا سيدي، ثم أنت في ذلك ما نقضت عن صوت واحد، فاللّه على ذلك المستعان.
  وأما القتلى وما ذكرت أنا تركنا منها ولم نطلب به، فذكرت قتل ترج وولدي سليمان بجبل شاكر قتل وصلب، والقاتل ببلد بني ربيعة فقتلوا بقتيل فهم في حبسي، والغريب الذي تذكر قتل بأماني فلا أعرفه، بل الذي قتل بأماني أمرت أنت بقتله أعلى اللّه أمرك في طاعته، فلم أستطع تعيين ما هدمت، فإلى اللّه المشتكى يا ابن عمي، ما هذه القطيعة التي لم أحبها منكم، أتيت وأنتم في الدنيا بدد، فجمعت ووليت وخدّمت، وأردت الصلاح فأبيتم إلا