مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العلويين باليمن]

صفحة 243 - الجزء 1

[كتابه إلى العلويين باليمن]

   الحمد للّه كما انتسب، ونجل⁣(⁣١) عليه الثناء كما وهب، وصلى اللّه على سيدنا محمد المنتخب، من خير بيوتات العرب.

  أما بعد: يا أهل بيت النبوة، وأولى الناس بنبي الرحمة، فإن لكم منصبا ينوبكم بمن سواكم عن مبلغه، ويعجز من رام مرتقى سلّمكم عن مطلعه، فهل أنتم به لما أولاكم اللّه شاكرون؟! ولما وهب لكم من التفضيل على جميع البرية ذاكرون؟! أجل إني وإياكم لغير مؤدين شكر ما وهب لنا، ولا بمجاوزين ذروة مجدنا، بحماية نبدأ فيها بصلاح أنفسنا، وقد أصبحت أعين البرية إلينا ناظرة، وآذانهم لما يذكر عنا سامعة، فأولياؤنا بما نحن عليه مغمومون، ينظرون خللا باديا، ويسمعون لنا ذما مؤذيا، يمنعهم ما يبدو منا عن نصرتنا، ويكذبهم ما هو ظاهر منا أن يكذبوا بما يذكر عنا، فإلى اللّه شكوانا لأنفسنا، وإليه نجأر من سيّئ فعلنا، وإياه نستغفر من موبق ذنوبنا.

  وقد علمنا جميعا أيها الذرية ذرية رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عداوة أكثر الأمة لنا، وطعنهم على أولنا وآخرنا، وللأعداء متعلق على من تعادون، وافتراء عليهم فيما لا يفعلون، فكيف بهم وقد جعلنا لهم إلى أنفسنا سبيلا لا يستقيم سالكه إلى محبوبه؟! وفعالا لا يكذب من يحدث به


(١) في السيرة: ويجل. وما أثبت اجتهاد.