مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العلويين باليمن]

صفحة 244 - الجزء 1

  ، فهذه هي المصيبة لا مصيبة غيرها، ونقول من أجلها ما أمر اللّه بقوله عند أسهل منها، وأقل عيبا ومأثما، {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ١٥٦}⁣[البقرة: ١٥٦]، على صرعة لا يرتفع منها، وقبح قالة لا نعذر فيها، وإني اليوم لا كأحد ممن طعن عليه الأضداد من أئمتنا $، إذ يقول قائل: أولئك أبياتا كذبوا فيها عليهم، ولم يكذبوا فيها على فعل من شاركني في هذا الأمر من أهل بيتي، ففي ذلك يقول:

  إذا أتيت باكيا ... للطالبيين فقل

  يا زائدين في الندا ... حي على خير العمل

  وضاربين أمهم ... بالسيف في يوم الجمل

  ما كان منكم قائم ... حتى تولى فعدل

  إمامكم ليس يرى ... وشركم يأتي جمل

  يا أهل بيتي قيل ذلك في قوم لم يكن عندهم مقال، وإنما المقال اليوم فيمن هو منا وال على هذه الأمة، من الآن أمكن المقال، وصدقه منا سيّئ الفعال.

  وقد دخلت اليمن إذ ساقتني إليه ضرورة المدخل بعد طول الأناة عما دخلت فيه، وعلمي أن المتعلق بالناس غير ناج من فتنتهم، ولا سالم من معايبهم، فألفيت من به من القرابة في أوسط نجح الفتنة، والعرب في طرف من ذلك، فتسببت في صلاح تولى اللّه تمامه، وأثبت نظامه، ولم أجد بدا من تقليد مقدمي أهل البيت أمور العرب، فتم بذلك مرادي، ولم أجد بدا أن أجريت لكل وال من الزكاة ما يقوّم أوده، ويلزمه على من قلده أمره،