مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العلويين باليمن]

صفحة 246 - الجزء 1

  الكفاف والعفاف إلى الجفوة والخالف فعاد، فكان ما حمد مني ذما، وما رجي من عدلي جورا، فكنت بالأمس المفضّل عليكم جميع⁣(⁣١) يا أهل بيتي بالثناء الجميل، وأنا اليوم المفضل عليكم بالذم وقبح القال والقيل، فأيكم اليوم الذي يرضى أن أخلع عليه ثوب الذمامة، وأقلده معاتب الخاصة والعامة، وأيكم الذي يسعدني في إماطة ما به شهدت، مما لم أكن به عرفت، فمثلكم أسعد علي ما يوجب حسن القالة، ويبعد عن العنت والضلالة، فأما أنا فرجل شد من عزمي أحد رأيين لا معدل بي ولا بكم عن أحدهما:

  إما رجل تركت هذا الأمر، ونزعت نفسي منه، واستغفرت اللّه فيما فرطت فيه من مدخلي فيما دخلت فيه، بلا جزم وعزم أضع له الأشياء في مواضعها، وأجريها على سننها، وأنفرد برأيها، وهو يعلم مني ø أني لم آت ذلك اختيارا.

  وإن لم يتركني العرب، والتزمت مني لصلاح ذات بينها، كنتم عما أنتم عليه اليوم بمعزل تكون أيدينا فيه واحدة في الشر إن ألمّ بنا، وفي الخير إن ساقه اللّه إلينا، ونكون فيما يبقى عن جنودنا من سحت هذه الزكوات المحرمة علينا بالسوية من دفعته الحاجة إلى ذلك منا، اللهم إلا أن يرغبوا في خدمة الإسلام والقيام مع من يقوم فيه من الأنام، فأجري⁣(⁣٢) لكل رجل كانت في يده ولاية بلد وأطعمه في بلد ما يكفيه وعولته، وينزعون أيديهم من


(١) كذا في السيرة.

(٢) في السيرة: فأجرى. وما أثبت اجتهاد.