مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى العلويين باليمن]

صفحة 247 - الجزء 1

  المخاصمة والمقاسمة والولاية إلا من الأمر احتجت إلى ذلك منه، فتكون خدمته في ذلك بتولي صلاح ما يكلف، يأخذ ما يرسم له، ولا يدخل في شيء مما لم يؤمر به، ولا يعتد رجل منكم فيما يعود بأكثر من أهله وولده وخادم منزله، ومن يخدمه في نفسه ممن لا غنى له عنه.

  وهذه المخاليف فقد تكفينا فيها من كل بلد صاحب شرطة يتولى آداب من تعدى، ونحن وأشياعنا من العرب فرورا، أولئك نكفيهم ما عجزوا عن كفايته، ونتولى آداب من ضعفوا عن أدبه.

  وإن لم يرغبوا في شيء مما ذكرت، فاعلموا أني وإياكم نفترق ولا نجتمع، إما باعتزال مني وترككم تدبرون من أمركم ما صلح لكم، ولا أسألكم في ذلك عطاء ولا تكليفا، وإما باعتزالي ومعونتي على ذلك لكم، فمن أوجب لي منكم ما شرطت وسألت، ووافقه المدخل معي من قريب أو بعيد، فليكتب بخطه على ظهر كتابي اسمه، وليبين لي نفسه، ومن لم يحب المدخل معي ويقنع بما قد ذكرت في كتابي، فليضم يده عني، ولا يوقع له اسما في كتابي، واللّه يختار ما كان لنا فيه الخيرة، ويمد لنا بالمعونة، ويجمع كلمتنا على ما يحب ويرضى، وقرأت عليكم السلام كثيرا طيبا.