مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[ومن كتابه إلى الأمير عبد الله بن محمد بن المختار]

صفحة 248 - الجزء 1

[ومن كتابه إلى الأمير عبد اللّه بن محمد بن المختار]

   قرأته يا سيدي جعلني اللّه فداك، وأنت تعلم أن انتقاصي حقي مما يقبض أخير من انتقاصي عرضي، وإذا تدنس عرضي أخرج ذلك مني الدنيا والآخرة، فأما بنو عمي فوددت أن لهم خير الدنيا مقرونا بنعيم الآخرة، وهؤلاء الحاج الأولون قبل هؤلاء قد ثوروا بما يسود وجهي وردوا بذلك كتبهم إلى المخاليف جميعا، وكتاب الزيدي قد جعلته طي كتابي لتقف منه على المعنى، وتوقف عليه بني عمي، وتلزم الكتاب بيدك، وهذا الكتاب الذي وجهت به إلى الجماعة بعد كتاب الزيدي بما أنت تقف عليه، إن كان أهل بيتي أهل مناصرة في طاعة اللّه، وآسيتهم بنفسي وآسيت أهلهم بأهلي وأولادهم بأولادي، ولم يكن علي لهم غير ذلك، وإن كانوا يريدون ما وهن سلطاني بقضاء حوائجهم لم أفعل ذلك الأمر [إلا] بعد ألا يعود لي في البلد أمر ولا نهي، فإذا كان ذلك قامت معذرتي عند اللّه وعند الناس.

  إن الواجب علينا لو كنا أهل إيمان إقامة عزنا ببذل أنفسنا وأموالنا، واللّه يختار ما فيه الخيرة لنا بمنه وطوله، وقد كتبت مع ابن أبي رمادة بإطلاق الناس فيطلقون، إلا أن يكون أمري غير نافذ فتعرفني بذلك يا سيدي، وهذا الحاج