مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل الطاعة]

صفحة 251 - الجزء 1

  بيته من بني خيثمة اللّعناء السفهاء فقتلوا العامل إسماعيل بن رزين ورجلا وائليا، وخرّجوا أكثر الجماعة وقبضوا أسلحتهم، وأن ذلك لما بلغ أكثر أهل الوادي من بني الحارث وهمدان استعظموا الأمر، فالتقوا وجددوا العهود بينهم على الاستقامة في طاعتنا والثبات على بيعتنا، ونهضوا حتى وصلوا إلى النجس الغوي، فتحصّن منهم في حصنه، وبهذا أتاني كتاب إبراهيم بن محمد بن المختار.

  ثم إن من الواجب علينا وعليكم ما فرض اللّه فيمن فعل فعل هذا الغادر، قال اللّه سبحانه آمرا بذلك من أطاع أمره: {أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣}⁣[التوبة: ١٣]، فرحم اللّه عبدا ورحم والديه اتبع أمر اللّه، فلم يأمر عباده بالقتل والقتال لأولي الضلال إلا لمصالح يشملهم نفعها في عاجل الدنيا، ويثابون بها في الآخرة التي لا تفنى، قال ø: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ٧}⁣[محمد: ٧]، واللّه صادق وعده ورسله ولا خلف لوعده.

  وقد نعلم يا أهل طاعتنا أننا قد ندعوكم من القيام في سبيل اللّه على أمر يثقل عليكم، وهو - يعلم اللّه - أشق فروضه عليكم، وأحمده عاقبة لكم في العاجل والآجل. قال اللّه ø: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ