مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]

صفحة 258 - الجزء 1

  بفعله، وقد نرجو أن يكون فيكم أمة تثبت الدين، وتحجبكم عن عذاب رب العالمين، وليس تلك البقية من المكذبين ولا من الخاذلين، ولا من الأشحاء المكذبين الأرذلين.

  ثم اعلموا يا أهل بيعتنا أنا ألفينا منكم أحوالا لا تمام للأمر معها، شحة بأداء واجباتكم، ولم يرض اللّه ذلك لكم، بل سمى اللّه من غل زكاته بأخبث الأسماء، ووصفه بأشر الصفات للبرايا، فقال وقوله الحق: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ٦ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ}⁣[فصلت: ٦ - ٧]، والصيانة مما سوى الزكاة من أموالكم عن الإنفاق في سبيل اللّه، {ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ٢٦٢}⁣[البقرة: ٢٦٢]، والرغبة من بعض الولاة والسعاة في أكل ما يقع بأيديهم من هذه الزكوات، ومطامع قد كثرت في جميع العشائر بالجرايات، وظهور من الفساد والمنكرات، وليس مع هذه الأحوال تمام لما دخل به بعضنا مع بعض.

  أما الزكاة فإذا غلّها قوم وجب جهادهم، وكانوا في ذلك كمسيلمة الكذاب على زكاته في ولاية أبي بكر فأشار عليه عليّ بجهاده، وقال: إذا تركته منعت هوازن الزكاة وكانوا أعز منه، وإذا تركها هؤلاء تركها سائر