[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]
  من دخل في الإسلام، ثم تركوا الصلاة وجميع(١) ما فرض عليهم، ثم ارتدوا جميعا فهذا وجه.
  وأما الإنفاق في سبيل اللّه فإذا ظن به الناس، ولم يخرجوا في سبيل اللّه إلا بالعطاء، فارق أهل العطاء عند عدم العطاء من يقوم بهم، فلم يبق بالحق قائم سواهم، وأدى ذلك إلى عطلة الإسلام.
  وأما خونة الولاة والسعاة فإذا نظر الناس خيانتهم لم يسمحوا بأموالهم، ولم يحسنوا الظن بمن ولاهم.
  وأما من يطمع بالجرايات من العشائر فذلك مال مما لا يدرك، ولو أن الأرض بأسرها جبيت لهم لآل أهل الدنيا أكثر من جباتهم، لا سيما والكل من الرعية غير مقتصر من ذلك على كفايته، ولا مفردين به من يتخلى للخدمة.
  وأما المنكر والفساد فظهر، وظهوره لتخاذل الولاة، وخذلان أهل العدل لهم، فلو قد علم أهل الفساد أن واليا إذا استنجد واليا أنجده، فإن الوالي إذا قام برعيته قامت معه، لما ظهر ما ظهر من المنكر والفساد، ولما أظهر أهل النكث ما أظهروا من العناد، لكن قد علم اللّه قلّة رغبة هذه الأمة الضالة في الخير فرفعه عنهم، ومحبتهم للقبيح فلم يزله عنهم.
  وبعد يا أهل بيعتنا فلم تكفروا كلكم، ولم تنكثوا بأجمعكم، ولا بد أن سيكون فيكم من يلتزم بعهدنا، ويقوم بذمته كقيامنا، وقد بايعتكم جميعا
(١) في السيرة: وجمع. والصواب ما أثبت.