[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]
  على كتاب اللّه، وسنة نبيه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاعتوان عليهما، واللّه يقول آمرا بذلك: {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ}[المائدة: ٢]، هذه الآية لي عليكم.
  وفي كتابه يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٩}[التوبة: ٣٨ - ٣٩]، هذه الآية لي عليكم في كتاب اللّه.
  وقال في مثل ما أنتم تطلبون من هذه الزكوات: {... إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ}[التوبة: ٦٠]، وهذه في كتاب اللّه لي عليكم، فإن كنتم مؤلفة فسهمكم لا يقوم مما طلبتم مني، وفي الخبر المشهور: أن الذي قسم رسول اللّه لهم وتألفهم سبعة عشر رجلا من قريش والعرب، وكلهم كان يقود جيشا كبيرا(١).
(١) في السيرة: كثيرا. ولعل الصواب ما أثبت.