مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل البيعة في أقطار اليمن]

صفحة 261 - الجزء 1

  والعشائر اليوم كلهم تقول: إنهم مؤلفة، وليس لكثير منهم تابع، وإن كنتم تطلبون السهم الذي في سبيل اللّه، فذلك لمن قام في سبيل اللّه لا لمن قعد، وإن كنتم تطلبون ما قسم اللّه للفقراء والمساكين والغارمين وابن السبيل وفي الرقاب فليس ذلك لكم، فمن أين تمت بيعة من يبايعني على كتاب اللّه وسنة نبيه؟! ثم طلبي غير ما في كتابه وسنة نبيه؟! أهذا عندكم واف بعهده أو مضيع⁣(⁣١) له؟!

  فاتقوا اللّه أيها العرب الكرام، وارجعوا عما أنتم عليه واستغفروه من خلاف ما أوجبتم على أنفسكم، ولا تماروا في العناء فتضلوا عن سبيل ربكم.

  واعلموا أن اللّه لم يعذركم عن القيام في سبيله بأموالكم وأنفسكم، وإنما عذر منكم من لا استطاعة له، فقال سبحانه وتعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٩١ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ ٩٢. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ ...}⁣[التوبة: ٩١ - ٩٣] الآية، وهذا كتاب اللّه بيني وبينكم، حكمه علينا


(١) في السيرة: ومضيع. ولعل الصواب ما أثبت.