مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الناس يسألهم النفير للجهاد]

صفحة 263 - الجزء 1

  قصرت به نفقته وهو معي، وليس أسير هذه السيرة لمن اكتتب رزقا معي، ولا لمن يطمع أن يجريه ذلك المجرى، فليعلم بذلك من بايعه على الكتاب والسنة، {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ١٠}⁣[الفتح: ١٠].

  ومن يصل للقيام معي وسار بتلك النية لي، فليعلم أني غير تاركه لرجعة حتى يصلح ما يريد اللّه صلاحه، وينفتح لنا من البلدان ما نرجو افتتاحه، واللّه لا يضيع أجر من أحسن عملا، وقد كتبت كتابي هذا وأنا في أثر كتاب رسولي لاقتضاء الجواب، وأرجو بالخيرة من رب العالمين، ووجهته بيد الحسين بن أحمد بن يعقوب، وأمرته باقتضاء جواب من قري عليه بما يوجب من نفسه، ومعرفة من كرهه وخالف حكم اللّه من أهل بيعتي. وكتب القاسم بن علي بخطه.

[كتابه إلى الناس يسألهم النفير للجهاد]

   قد يا إخوتنا - أسأل اللّه حفظكم، ودفع السوء عنكم - أكثرنا مكاتبتكم في الاستنهاض في سبيل ربكم، وما نخير خير الدنيا والآخرة عليكم⁣(⁣١)، ونراكم ثقالا عما نرجو فيه الصلاح لنا ولكم، ثم قد أتانا هذا الفتق ولو كان من غير سلطان لسهّلنا في الأمر، وإن كان التسهيل في هذه الحوادث لغير صواب، وقد قامت الفتنة وامتاز الناس، وهذه حال فيه قوام جاءه من


(١) في السيرة: عليك. ولعل الصواب ما أثبت.