مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الناس يسألهم النفير للجهاد]

صفحة 264 - الجزء 1

  خرق هذا الخرق وانتظار مثله، فلم يعمل مع هؤلاء إلا وقد عمل مع غيرهم كالذي عمل معهم، وقد رأيت مبادرة هذا الأمر قبل تولده، وتشعّب الفتنة فيه، وداروا⁣(⁣١) ما لم تكلفوه من المشورة بالأناة حتى لا أناة، وأسعدوا من قد قلدتموه أموركم فليس بغبي فيما يصلحكم، واذكروا قول ربكم إذ يقول عز من قائل: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ}⁣[الحجرات: ٧]، وهذه لما بعدها والخاتمة لأمثالها.

  فمن كان منكم لي طاعة في طاعة اللّه، فيكون مخرجه في يوم خامس في شهر ذي الحجة وهو يوم الخميس، وليأخذ من زاده ما طف، ويترك التضرع لما هو حاصل في يده، وذروا مظاهات العيد، فعيدكم في بلدان أعداء اللّه أفضل من عيدكم في منازلكم، العجل العجل، فقد استعجلنا من قد قام نحو بيعتنا، وأنشب الحرب من غدر بنا، وفي بيعتكم ألا تعصوا لي أمرا، ولا تثقلوا عني في دعوة، فاللّه اللّه في أنفسكم أن تهلكوها، فباللّه لئن تأخرتم عن هذه الندبة، وتلافي هذه المحنة، لأرجعن إلى اللّه منكم، ولأجعلنه الحاكم لي عليكم، والشاهد بيني وبينكم، اللهم من عوّق مجيء دعوتي وخذلني، وخذل أهل طاعتي، فاخذله وعوّق عنه منافع الدنيا والآخرة، إنك مجيب الدعاء.

  ومع توصله كتب بما أوجب ذلك، وقد كنت كتبت كتابا قبل هذا، وتابعنا مرادكم في الاقتراب والمهلة، حتى أتت هذه الكتب الآخرة، وقد


(١) في السيرة وذروا. ولعل الصواب ما أثبت.