مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى كافة ولاته باليمن]

صفحة 266 - الجزء 1

[كتابه إلى كافة ولاته باليمن]

   قد يا إخوتي وسادتي - جعلني اللّه فداكم - أكثرت على هذه العشيرة ترداد الكتب، حتى يعلم اللّه لقد سمجت نفسي عندي، وقلّت وزهدت، وطمعت منهم بأدنى حركة ولو قلّت فلم يفعلوا، ثم طمعت بقوة تصون الدولة فلم يتم ذلك، ثم جاء هذا الحدث فاستهممتهم فثقلوا، وقد علموا جميعا وعلمنا أن مبدأه من عندي غير، وأنه لم يعمل هذا العمل مع هذا النحس ومن ساعده وحده، بل لا أشك أن له أعمالا كثيرة قد علمنا بمواضع منها، ثم التزم برجال من بني الحارث، ورجال من همدان بعهودهم، وتاجروا أهل الغدر والحرب، وأرسلوا يطلبونني المعونة والنصرة، فرسلهم عندي كل يوم متبعة، وقد بعثت إلى هذه العشيرة التي وكلتني العشائر إليها، أستنجد منهم عصابة أسير فيها، فإن يكن فيهم لذلك صيّرتموهم إليّ وثبتم مكانكم، وإن لم تروا إلى يوم موعدي منهم أحدا قائما ولا راغبا، فانصرفوا حتى يصلوا إليّ، وبذلك أمرت جميع الولاة، ولم يفرض اللّه علينا أكثر من بذل أنفسنا، فإذا عصينا فلم نجد مساعدا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يكلفنا اللّه ما لم نستطع.