[كتابه إلى جميع أهل الطاعة]
  أنفا بالطاعة من أعدائنا، سلام عليكما، فإنا نحمد اللّه إليكم كثيرا، ونسأله أن يصلي على سيدنا محمد وآله من سلفنا.
  أما بعد: فإنه لم يقتصر عنا علم ما أنتم عليه من جميل نشكره من يعرض له، وسيّئ يكافئ اللّه عليه أهله، فليستقم المحسن على سبيله، وليجتهد المسئ في غيه، فإنه لا يغلب أمر اللّه، ولا يقدر على تثبيط(١) أوليائه، أيها الناس قد بلغنا كسر أعدائنا علينا، وإبداؤهم المكروه لنا، وصدهم عن طاعتنا، ونهيهم الناس عن اتباعنا، وتأويلهم في واجباتنا، وقولهم بغير علم فينا، اللهم فالعنهم بما ظلموا، وأذقهم ثواب ما عملوا، والعن اللهم من أمروه فأطاعهم، أو سمع صدهم فلم يناكرهم، اللهم إني أشكو إليك من أبداني للظالمين، وخذلني عن سبيل المؤمنين.
  وقد نعلم بأيقن اليقين أن أولياءهم أولياء اللّه، ما تأخذهم في اللّه ولا فينا لومة لائم، وليس أولئك ممن يلونهم الشياطين، ولا يصدهم عن رشدهم المثبطون، فإذا رأوا أولئك ولاتنا قد أقبلوا لإجابة دعوتنا، فليتصلوا بهم وليصلوا حبالهم بحبلهم، فأولئك حزب اللّه وهم الغالبون، كما وعدهم اللّه إذ يقول عز من قائل: {أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}[المجادلة: ٢٢]، {وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ ١٧٣}[الصافات: ١٧٣]، ويقول وقوله الحق: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ٧}[محمد: ٧].
(١) في السيرة: تثبت. ولعل الصواب ما أثبت.