[كتابه إلى جميع أهل الطاعة]
  فأقبلوا لموعد من لا يخلف وعيده، ولا يظلم عبيده، وإياكم أن تقاللوا(١) أنفسكم فليس بقليل من كان اللّه معه، واللّه تعالى يقول وقوله الحق: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ٢٤٩}[البقرة: ٢٤٩]، ويقول: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}[النحل: ١٢٨]، فأبشروا بصدق وعد اللّه، وأقبلوا لموعدنا على بركة اللّه، ففي ذلك إرغام من قد بان لنا نفاقه، وظهر لكافة البرية عصيانه وشقاقه، من متسمّ بالشيع وليس له باسم، وناقض عهده يعقبه اللّه في إخلاف وعده ونكث عهده نفاقا إلى يوم القيامة، كما قال عز من قائل: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ ٧٧}[التوبة: ٧٧]، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء: ٢٢٧].
  ألا ثمّ ليعلم من قرئ عليه كتابي هذا أني لا أتعلق إلا بمن تعلق بي، ولا أناصر إلا من ناصرني، ولا أنفق مال اللّه إلا لمن سعى في سبيل اللّه معي، فمن رام غير ذلك لم أوصله مراده، وألزمت نفسي وكافة المسلمين جهاده، كما أمر اللّه بذلك في المنافقين، إذ يقول أصدق الصادقين: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
(١) في السيرة: تقاتلوا. ولعل الصواب ما أثبت.