مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الجنود والرعايا الذي تخلفوا عن السفر]

صفحة 273 - الجزء 1

[كتابه إلى الجنود والرعايا الذي تخلفوا عن السفر]

   الحمد للّه أحمده لاستحقاق حمده، وأجل⁣(⁣١) عليه الثناء لسني مجده، أحق من حمد، وأولى من عبد، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم، هذا كتاب كتبه القاسم بن علي لأخيه وابن عمه القاسم بن الحسين الزيدي بما عهد إليه، وأمره بالتصرف فيه، عهد إليه أن يجعل اللّه شعار قلبه، والفكر فيما يعود بصلاح الأمة قرينه⁣(⁣٢).

  ثم ليعلم أن اللّه أقرب إليه من حبل الوريد، وأعلم بما يخفى من الرقيب العتيد، الذي وكّل بما لديه، وجعل حتى الممات شاهدا عليه، والنظر اللبيب يبعد من الأمر المعيب، ويميز بين المخطئ والمصيب، والحكيم⁣(⁣٣) من اقتدى بأفعال الصالحين، وسلك آثار المتقين، وجعل قرناءه أخاير المسلمين، ممن لا يبتاع بالدنيا بالدين⁣(⁣٤)، فإن عدم أولئك فالبعض منهم من تشبه بهم، وإن لم يكن حقيقة كحقائقهم، فلأولئك ظاهر يستحسنه الجاهل بهم، ويقتدي به الراغب فيما عند ربهم، والناس بعد أولئك على طرائق شتى، ولكل منهم


(١) في السيرة: وأحل. والصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة: قرين له. ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: والحكم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٤) في السيرة: الدين بالدنيا. ولعل الصواب ما أثبت.