مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الجنود والرعايا الذي تخلفوا عن السفر]

صفحة 274 - الجزء 1

  جلالة في نفسه، وإن رآه الراءون بغير ذلك، فاجعل لكل امرئ ممن عاشرك من التحية ولين الكلام كالذي تجعل لأكبر الناس عندك منزله، فإن أحق الناس على الناس من أولاهم ما يحبون من قول يقال، أو نائل ينال، فاجعل قولك عوضا من نائلك، ونائلك موصولا⁣(⁣١) بكريم قولك، ولن يعدمك اللّه ذلك.

  واعلم أن الناس سبع طبقات:

  فمنهم الفقهاء وهم أهل الديانة، والحكماء في الأمة.

  ومنهم السلاطين.

  ومنهم الجنود.

  ومنهم العشائر من باد وحاضر.

  ومنهم التجار.

  ومنهم الصناع.

  ومنهم طبقة وهم حشو القرى وأرذال الناس، ولكل من أولئك حق عليك تؤديه، وحق تطلبه.

  فأما الفقهاء، فمنهم القضاة وهم المقدمون عليهم، فمن ولي القضاء فاجعله وإياهم لمة، ويجعلهم القضاة الشهود الذين يشهدون بين الناس ومعامليهم وجلسائهم، والذين يستشيرونهم فيما اشتبه عليهم من أحكامهم، فإن ذلك مما يقرب من الصواب، وأولى الناس بالاعتوان على ما هم فيه


(١) في السيرة: موصول. ولعل الصواب ما أثبت.