مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى الجنود والرعايا الذي تخلفوا عن السفر]

صفحة 282 - الجزء 1

  وتكون الخزانة بيد رجل ثقة، فمن أوصل إليه شيئا أعطاه بالوصول خطه، وسلم إلى صاحب الديوان، ليكون حجة على صاحب الخزانة وله.

  وكذلك تفعل في زكاة الماشية، تبعث لها سعاة ثقات، فإذا وصلوا إلى صاحب الماشية عدّوا عليه وأثبتوا اسمه وما دفع، ومن لا يدفع عنده فيثبت اسمه، وأوصلوا ما قبضوا إلى الخزّان، وأوصلوا كتبه معهم إلى الديوان، وأخذوا بما يدفعون خطوطا تصير إلى صاحب الديوان، وكذلك الخزان لا يسلمون إلى أحد شيئا إلا ببراءة منه رقعا بخطه، أو خط من يلزمه خطه، يدفعون ذلك إلى صاحب الديوان يثبته معه، ولا يصل لأحد إلى صاحب المجلس بدرهم فما فوقه.

  وكذلك الزراعون ولا يكون الصك إلا بعد حصول الأشياء في الخزائن، ويؤخذ على الخازن ألا يسلم ما دفع إليه إلا ببراءة له بما سلم، يثبت في الديوان كذلك.

  وتكون دواوين المخلاف كله تصل نسختها على الديوان الذي ذكرت، وكل دخل دخل خزانة بعيدا أو قريبا، رفع إلى الديوان الراتب، وكذلك خراص كل بلد بعد تستخصرونهم بخرصهم ويسار فيهم كالسيرة فيمن بالحضرة. واللّه يؤيدك بعونه في كل الأحوال.

  والذي بيدك يا سيدي من المخلاف ما حاز عجيب إلى حدود ابن أبي الفتوح في ناحية صنعاء ومشرق بلاد همدان جملة، وبلد حمير جملة، ومغارب مخلافك كالصيد، وشاحذ، والباقر، ونظار، والأحبوب، وشمر، والطرف، وما يتصل بذلك، وحراز، فهذه البلدان فيها مبتدأ مئونتك ومئونة أعرابك