[كتابه إلى المتخلفين عن السفر معه إلى نجران]
  معذرة، يعذر بها المتخلف، ويكتفي بها المتكلف، ومن الآن أكرمكم اللّه فليكن عملكم معي نصيحة، فلن تخلوا من أحد وجهين:
  إما أن تكونوا على عهدكم.
  وإما أن لا تكونوا عليه.
  فإن كنتم على العهد فلن يفتكم حال تأسون على فواته، إنما فاتكم سفر وأمامكم سفر مستقبل، فاعتاضوا الأجر من الأول، فنظير كل شيء عوض به، وإن كنتم - واللّه يعيذكم من ذلك - قد حلتم عن عهدكم اكتفيت منكم بنقدكم، ولم آس عليكم لنقض عهدكم، وكان في اللّه وأوليائه عوض منكم، واتبعنا قول اللّه لنبيه إذ يقول عز من قائل: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ}[فاطر: ٨]، وقد بعثت ابن عمي أبا محمد القاسم بن الحسين الزيدي إليكم، وأقمته في المسير إلى بلدانكم مقام نفسي، وقد أمرته باطلاعكم والنظر في أحوالكم، وتصحيح فيما بيني وبينكم، والقيام بما جرت به الشرائط عليّ وعليكم، وأمرته إن كنتم مجمعين على طاعتي، وملتزمين(١) ببيعتي، أن يقوم فيكم، ويشدّ في كافة المخاليف قبلكم، ويستخرج واجباتها ويصرف ذلك في أرزاقكم، وما يعود بصلاحكم، ولم أجعل له في خراج يدا أكثر من مئونته، وإنفاذ ما أتى به خطي، وقد أوضحت ذلك في كتاب عهدي إليه، فيحسب ذلك.
(١) في السيرة: وملتزمي. والصواب ما أثبت.