[كتابه إلى المتخلفين عن السفر معه إلى نجران]
  فاعملوا ولا تطالبوا وإليكم ما لم أجعله في يده، وليعنه كل امرئ منكم على نفسه، فقد جعلته بينكم مصلحا وحاجزا(١) بين من يجري القبيح بينه منكم، ومنفذا لأحكام قضاتكم، ومستخرجا لواجباتكم، ودافعها إلى من أمر اللّه بتصريفها فيكم، فاستمعوا لقوله وأطيعوا لأمره، ومن عصاه من قريب أو بعيد، كونوا عونه على العاصين، وبيده كتاب عهد أمرته أن يسير بما فيه، فمن كان منكم وافيا بعهده، ومنجزا لوعده فليعرف بذلك من فعله، بخبر نعرفه ويعرفه أولياؤنا، فلم يعد لمن نكث عهده إلا اتباع أمر اللّه فيه، واللّه يقول عز من قائل: {أَ لا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١٣ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ١٤ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ١٥}[التوبة: ١٣ - ١٥].
  وأنتم - أعزكم اللّه - أول من دخل معنا اختيارا، ولم يدخل معنا اضطرارا، والرجاء فيكم، والظن بكم الوفاء بعهودكم والحوطة لبيعتكم، واللّه بعد ذلك ولي توفيقكم ورشدكم، وعليكم يا إخوتي أفضل السلام وأطيبه.
(١) في السيرة: حاجرا. والصواب ما أثبت.