مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل نجران]

صفحة 292 - الجزء 1

[كتابه إلى أهل نجران]

  وكتب مع الشيخ مظفر بن أبي ظالم الدعام كتابا إلى أهل نجران نسخته:

   إلى كافة نجران من العشيرة والجيران سلام عليكم، فإنا نحمد اللّه إليكم على نعمه التي لا تعد، ومواهبه التي لا تجحد، ونسأله أن يصلي على محمد خاتم الأنبياء، وعلى من طاب من ذريته وزكا.

  أما بعد: فلا معذرة لمن طالت عقلته، ولم تفده صلاحا فكرته، أجل لو احتال أهل الألباب فكرهم، لاعتبروا بغيرهم، وكان فيما مضى دلالة للباقين على الفناء، وفيمن تصرفت به الدنيا أدل دليل أنها لا تبقى، فالعجيب كل العجب لمن لا يعتبر، بدار لا له بها مستقر، وبدنيا لا بقاء له فيها، فيقصّر عن الاكتساب من ذوي مكاسبها، ويمهد لنفسه من قبل النقلة منها، ويبادر بالتوبة على سيّئ عمله فيها.

  أي أهل ذي البلدة التي فتن بعض أهلها ببعض وأكل بعضهم بعضا، وأعقبهم فعلهم العداء والبغضاء، ألا تشكرون اللّه على مقامنا فيكم، وكف المكروه بذلك عنكم، وتلبسون ثوب العافية الذي كسبتم، كي تكونوا كمن ألبسه اللّه ثوب العافية على يدي نبيكم، صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، فقد ذكر اللّه ذلك في كتابه، فقال وقوله الحق: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً