[كتابه إلى أهل نجران]
  وأما نصارى نجران فصالحوا على دينهم وبلدهم بأربع مائة أوقية ذهب، وأربع مائة حلة من وشي صنعاء، ثم أخذ الخلفاء منهم الجزية لما تركوا أداء ما عوملوا عليه، وأجروا معهم إصلاحا، من ذلك لما خرجوا من البلد وتبعوه وفارقوا سكناه، حتى لم يعد به إلا من قد ترون، ثم أعقب من سكنه من العشائر على من انتقلت الأموال إليه، على حين وناء الإسلام وضعف بسلطنة الخلفاء، فتجرّموا ما بأيديهم وأكلوه بالمغصوب والحقارات، وما ارتسموا به إلى هذه الغاية، فشمل الوادي الظلم من النصراني الذي عومل على نفسه، وما في يده بإخراج البلد منه، ومخرجه عنه، وترك ما عومل عليه فيه، ومن المسلمين الذي دخل بالشراء على أرض عامل عليها النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم لعامة من دخل معه من الأنصار والمهاجرين، وكذلك من دخل من العشر مع مشتري هذه الضياع بغصب وحقارة، فقد دخل بغير واجب، ولم يزل الإصلاح يجري في هذا الوادي من جميع الدول، ويستأجر ذلك لقدر ما ذكرنا مما كان عليه من بدء الإسلام حتى كان آخر صلح جرى فيه الهادي ¥ للنصارى ولشراحه وملاكه بالشراء، فلولا معرفته بمخرجه لما صالح النصراني على ما بقي في يده، وما ارتد بشرائه من المسلمين بأكثر مما يجب عليه من الجزية، وكذلك من ألفي الأملاك بيده، وما أوجب عليهم فيها من أداء الزكاة، من قليل ما أنبتت الأرض وكثيرها، فلو لم يكن الأمر على ما ذكرنا لما أخذ الزكاة إلا مما تجب الزكاة في مثله من الكيل المعروف، ولترك ما لا يجب الزكاة فيه، وكذلك الشراح لو لم يكن البلد على ما ذكرنا لما ترك الشارح فيه يدا بقليل ما يترك، ولكان قد نزع