[كتابه إلى أهل نجران]
  القليل الذي أطلق، كما نزع الكثير الذي ألفاه مفاوتا في المعاملة، فاعلموا ذلك.
  ثم قد ولينا بلدكم هذه ولاية من يريد لكم الإصلاح، فلسنا بمخرجيكم عما رسم إمامنا فيكم ما استقامت لنا طاعتكم، ولم تفارقنا جماعتكم، إذ نحن ولاة ما ولي نبينا صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، والمصرفون لما ولي تصريفه في أهل طاعته، والداخلين في جماعته، وقد بعثت الآن خادمي سعيد بن سراج لما كنت قد بعثته له من اطلاع العشائر والبلدان واستخراج الواجب، فاستغنموا لطاعتنا، وتصرّفوا بين أمرنا ونهينا، فبذلك تفوزون عند خالقكم، وإمامكم وابن نبيكم، وتحسن في كافة الأمور أحوالكم، ولن يغيب الصواب عن مثلكم، واللّه يرشدكم لذلك ويوفقكم.
  وقد كنت ولّيت عليكم أخي أبا إسماعيل إبراهيم بن محمد بن المختار وأمرتكم(١) له بالسمع والطاعة ما أطاع اللّه ورسوله، ومن ولاه عليكم، وسار بالحق فيكم، ولم أنزعه من ولايته، ولا أنزعه ما استقام على ما أوقعت به الشريطة عليه، واللّه يرشدنا ويسددنا أجمعين لما فيه الخيرة.
  وقد رسم هذا البلد برسم من رسوم الباطل، أمرت برفع ذلك عن الكافة من الفروق والحصاد وعلوفة الخيل، فلا يخالف أمرنا برفع أحد فلام إلا نفسه، ولصاحب الملك الخيار في ماله إن شحّ فلا يكلف إخراج ماله، وإن سمح عن غير تكليف لم يمنع من فعله، وقد أمرنا بكل مال تبايعه الشراح بينهم فأصله لمالكه، ولا ينزع من يده ولا يؤخذ منه فيه إلا رسم القصبة، ما
(١) في السيرة: وآمر بكم. ولعل الصواب ما أثبت.