[كتابه إلى أهل نجران]
  لم يستغرق جملة الخراج أو يدري به، والواجب من رأس الغلة يلحق القصبة بقدرها، ويلحق صاحب الملك بقدر ما معه، ولا بحمل الخراج على صاحب الملك من دون الشارح، بل يخرج الخراج من الرأس، وثبوت كلّ منه بقدر ما يصير إليه، وقد جعلت لهذا القائد الشد بكل من خالف أمري في شيء مما أمرت به، فمن أتى منه خلاف [أمري] أمر الوالي بحبسه والشد عليه، فإن لم يفعل الوالي ما يرى القائد من الصلاح فقد جعلت عند ذلك للقائد أن يحبس من يستوجب الحبس، ويعاقب من يستحق العقوبة، وذلك بعد البينات ومشاورة من أمرته بمشاورته، وخروج الأمر من قبلي من بعد وصول الكتاب مطلقا على ما يجري من الأحوال في البلد كلها، وفي البلد من يجري بينه الشّجرة، فمن أتاه مستعديا رفعه إلى الوالي، فإن كفاه بعد وجوب الحق لمن يجب له اكتفى بذلك، وإن لم يكف الوالي عذر على الظالم وحبسه بما يوجب الحكم عليه، والسلام.
  وكان بنو الطيب قد قصدوه وأتوا بمال لهم معونة له على الخروج إلى تهامة، وسألوه أن يجعلهم ولاتها إذا افتتحها، فأوجب لهم ذلك، وسألوه تعجيل انحداره تهامة، فأرسل إلى جنوده أهل اليمن وأهل طاعته يشاورهم في ذلك، فرجعت كتبهم إليه: يا سيدنا الأمر أمرك ولا نتأخر عما تأمر، إلا أنا كما حططنا من سفرنا من غزاة نجران، فأمهلنا يا مولانا أو نصلح خيلنا وركابنا وعددنا، وكتب إليهم قصيدة مع كتبهم.