[رسالته إلى الهمدانيين باليمن]
  ، ولعنة اللّه على من دعته نفسه إلى هذه الهمة الدنية، وبمن ظن ذلك وبإياي، والساعة يا إخوتي فأنتم المخيرون(١) والمشاورون فيما يستأنف، فإن تحبوا أن تجعلوا أمناء ترضونهم رضينا من رضيتم، وإن تحبوا أن تقلدونا النظر في أمور هذا الخراج قلّدناه من نثق به من أوليائنا، ومن نأمنه على أنفسنا.
  واعلموا أن في البلد عندكم من قد أخربه علينا وعليكم من سفل هذه الرافضة، دخلوا للسلطان فضربوا على عمالنا، ودخلوا لمن يحتالنا، فأوهموهم أنا لا نستحق ذلك، فمن خائن لخراجه، ومسلم لما يخون فيه إليهم، ومن متكلف خراجا إليّ بأسبابهم، واللّه يحكم بيننا وبين من يبغي(٢) علينا ويجحد بأحقنا، وهو خير الحاكمين، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}[الشعراء: ٢٢٧].
  كيف يرجو من غل زكاته عمن وكّل بتصريفها قطر السماء؟! أم كيف يرجو من اللّه الهدى؟! أجل لما وضع الرجاء في موضعه، ومن أطاع شياطين الإنس، وخلا من يسعى في صلاح البلاد والعباد، فلعنة اللّه على الظالمين الذين يسعون في الأرض فسادا ولا يصلحون.
  وبعد أيها الإخوان - رعاكم اللّه - فقد علمتم كيف كان مدخلي معكم وبأيديكم كتابي ومنه نسخة عندي، وقد وجهت بها إليكم، فإن كان منكم استقامة على ما جرت فيه المعاملة بيننا وبينكم، كنت لكم على ذلك
(١) في السيرة: والمخيرين. والصواب ما أثبت.
(٢) في السيرة: يبتغي. ولعل الصواب ما أثبت.