[كتابه إلى المنصور بن أبي روح]
  بسط الأرض من غير أن يقصد شيئا من مخلافي، فإن لم أكن صاحب البلد وكان قد عزم بالمبادأة فيستقم.
  قال الحسين بن أحمد: الأمر أمرك فما شئت نفّذ، والبلد بلدك ومن فيه خدمك ورعيتك، قال: فامض فاعرض هذا عليه ما ذكرت لك، فلما بلغ الحسين بن المختار ابن أخيه المليح أرسل المليح عند ذلك إلى رجال من بني سعد، وقال لهم: خرج من بين أظهركم ولا تدفعوا عني وأنا شريف بينكم وسلطان لكم، فقالوا: لا معذرة لنا يا شريف فإلا ما بعد أن ملكنا نحن وأنت أنفسنا بالبيعة التي في رقابنا، قال: فصلوه، فأرسلوه أن خذ في بالحق ولا تقبل علي قول من لا يصدق قوله، فوصلوا الإمام # برسالته، فاستغضب الإمام # فقال: لا جزاه اللّه خيرا ولقّاه عمله.
  فقال للإمام # عمه الحسين بن المختار: فعل الكتاب كذب عليه، والناس يكذبون على الناس، فقال الإمام # عند ذلك: يا أبا عبد اللّه ما لك لا تكتب إليك الفساق ويكذب عليك الناس، ويختم إليك كتبهم الناكثون والمفسدون، فسكت عن جواب الإمام # عند ذلك. فقال له الإمام #: فما عذري في الظالمين عند اللّه؟
  فقال له الحسين بن المختار عند ذلك: يا ابن رسول اللّه في منازل بني المختار حرم ذرية لرسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، وأنا أخشى أن يفوت إليهم فائت أو يرتاعوا إذا باديته.
  فقال له الإمام #: لا أروع الحرم ولا الذرية، ولكن اللّه يمكن من أعدائه.