مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى المنصور بن أبي روح]

صفحة 315 - الجزء 1

  وعاد الإمام # فأرسل إلى أهل صعدة فارتاعوا من إرساله لهم، فلم يأته إلا رجلان من حملة السلاح، ورجلان من مشيخة التجار، ولطف بينهم الإمام ولين لهم الخطاب فاطمأنوا، وقال: قد حدث ما غمني وأردت أن أعتهد مرادكم وأنبهكم من ذلك.

  قالوا: يا ابن رسول ما كادنا ولا دخلنا ولا عاملنا ولا لنا علم، نحن في أشغالنا مقبلين عليها.

  قال الإمام عند ذلك: أنا علمت أنكم لم تعلموا ولم تشاوروا، ولكن لم يدعني الظالمون ولا إياكم وأشغالنا، وإنما أنا في شأن استقامتكم.

  فقالوا: يا مولانا نحن لك رعية جميعا فاختبرنا، فصرفهم الإمام # وأمرهم أن يشدوا على أصحابهم ألا يشدّ منهم شاد ولا باغ.

  فلما كان من الغد وصل الإمام الشريف إبراهيم بن محمد بن أحمد الرسي رسولا من المليح بأنه يحلف ما رضي بهذا وما إذا قبله.

  قال له الإمام #: دعنا يا أبا إسماعيل وكثرة النفاق والمحال فقد اتضح، ولو كان ذلك لما أرسل إلى حاكم الشرطة فعتب عليه في حبس الرسول وأخذ كتبه وتوعده، دع عنك ما لا يصح.

  ثم اجتمع إلى الإمام # جماعة من السعديين مع بني المختار بني عم المليح وأعمامه، فقالوا: أؤمرنا في المليح بما شئت، قال: ما خبرته على لسان عمه، قال: لا بد من أحد الوجهين، قالوا: فانظرنا له يومين يترتب للنقلة حيث نعرفه فأنظرهم، فلما عزم على الذهاب والنقلة، وصل إلى الإمام أعمام المليح وإخوته، فتضرعوا إلى الإمام ألا يخرجه من منزله ويعود عليه