مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى أهل طاعته]

صفحة 319 - الجزء 1

  مُؤْمِنِينَ ١٤ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}⁣[التوبة: ١٣ - ١٥]، فعجلا عجلا إلى اتباع أمر اللّه في القوم الظالمين، الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا وبطرا وغدرا، لا عن يد سيئة وحنث ذلك، بل دعوتي في أول الأمر إلى المدخل معهم والولاية لبلدهم، من قبل أن أدعوهم إلى ذلك، ثم لم تزل طبائع السوء تستدعيهم إلى السواية⁣(⁣١)، ولم ترد منهم سيئة إلا عفوتها وعفوت عنها، وحتى كان من أعقاب سيئاتهم قتل عمالي واستباحة ذمتي، فنصر اللّه عليهم بأوليائه حتى وصلوا دارهم، وقبضوا أساراهم، فلم أولهم في الأسر عتبا، ولم أدخلهم حبسا، ولم أحرمهم طعما ولا مشربا، بل قدا اللّه ومن عرف ذلك أني ما بررت ضيفا كبرهم، ولا اعتنيت بنزيل زائر كعنايتي بهم، ثم سلمت من لزمت منهم في أسرع وقت، وسرحت بأجمل تسريح، ولم أولهم من القول إلا أجمله، ولا من الفعل إلا أنبله، فما استقرت بهم الأرض حتى أبدوا الخنا، وتداعوا إلى ما يعقبهم الفنا، ولم يكتفوا لذلك حتى أدخلوا من القرابة من كنت به واثقا، وعلى وفائه معولا، ولبث خادمي، وكانت أنفسهم إلى قتله مطلعة، وأرى حيفهم بهم متصلة، ثم هبط رجل من بني عمي الحسينيين فأرادوا قتله فصرف اللّه مكيدتهم عنه، وكذلك خادمي، وكفى اللّه شرهم، فانصرف إلى همدان إلى من له الولاية الأصلية، والبر والفضيلة، فأوفى وحاموا عليه وقاموا عليهم معه، وبعثت إلى المعذرة أذكرهم بما عقدوا لي من أنفسهم، وأعتب عليهم في قبح فعلهم، وكان منهم غرض الفتنة علي،


(١) السواية: السيئة.