[كتابه إلى أهل طاعته]
  وإظهار المعصية لي، والنداء باد إليّ، وصرف عمالي وتبديل سنن آبائي، وتبديل دعوتي للدعوة لأعداء اللّه وأعدائي، وقد جرى بها الأخوة ما قد جرى واستهممتكم له، وقرعت إليكم من حسن الظن بكم أوضع الرجا في موضعه منكم، فحاموا عن الأصول الكريمة، والمناصب القديمة، واطلبوا بذلك وجه اللّه والدار الآخرة، ولا يكن الكفرة الفجرة على باطلهم أحمى من المسلمين على حقهم، واللّه يوفقكم لما فيه الصلاح ويغنيكم بمنه وإحسانه، {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ ٧}[محمد: ٧]، فانصروه ينصركم اللّه، واذكروه يذكركم، واسألوه من فضله يعطكم، فمن أول عطاياه الغنائم الجسام التي ينالها هذا السبيل منكم، ولست أنزع من رجل مغنما ولا أخشى عليه بعد فعله مأثما، ولا أتبعه لوما، وكيف لا أبيح من أباح ذمته، ونكث بيعته، وأحلّ ماله بحنثه عليه، فأبشروا بالغزو والغنائم وقتل كل غوي ظالم، فباللّه فاستعينوا، وعليه فتوكلوا، وهو حسبنا وكفى ونعم الوكيل والموعد على بركة اللّه، مستهل جمادى الآخرة إلى عيان على بركة اللّه وعونه.