[كتاب جوابه إلى الزيدي]
[كتاب جوابه إلى الزيدي]
  وكان قد بلغ كتاب من الزيدي يذكر فيه ما منحه اللّه من النصر، وأنه قد استفتح مخاليف كثيرة فرد الإمام # جوابه ويذكر له فيه ما قد حدث في نجران، نسخته:
  ﷽ كتبت جعلني اللّه فداك عن حال سلامة بحمد موليها، وخرجت من صعدة بعد نذالة بدت من ذلك القاطع إبراهيم بن محمد المليح، ووصل خادمه من نجران ومعه كتيب مكنون سره، وما يجري بينه وبين بني الحارث الأنجاس الغدرة الفجرة، مع عوار كان باديا قبل ظهورنا على كتابه، وباللّه لقد زهدني في الجميل والصلة ما بدا منه، ولم يعمل هؤلاء الفجار ما عملوا إلا عن مشورة بينهم، وقد قيل إن ابن عمه يوسف دخل في ذلك الأمر، ولا أدري ما صحة ذلك، وما أشك إلا أنه سيبدي كل ما خفي بعد هذا، إن أيسوا من الناس نكولا لأمل قد بلغني أن المعاملة بينهم على أن يخالف أهل نجران، ويكون لهم مركز ببلد الربيعة من خولان، ولم أكذب بذلك، وكل أقاربي زنادقة عدو للّه ولي، وقد أعرض وجه فتنة لا شك فيها ولا مرية، فهذا إن لم يكن للناس إجماع وحركة قوية، فلعل إن كان ذلك أن يشغلهم اللّه ويطفئ كيدهم، وقد بدا ما قد ترى، وأنت إمام هذا الأمر وسيف هذه الدولة الموثوق به فيما أيدها وأعلاها، فانهض في هذا الفتق فليس لي ثقة إلا اللّه وأنت، وانهض بعزم وإجماع بلا تكذيب ولا ونا، فليس يدفع ما جرى