مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتاب جوابه إلى الزيدي]

صفحة 322 - الجزء 1

  إلا بالهمم العلية، والعزائم القوية، والمذاهب الهاشمية، ثم لا تدع في تحضيض الناس على المخرج مجهودا، فمن خرج فلنفسه، ومن تأخر ممن يطول بذلك فعمل عليه، ومن نهض فأمره يزاد أربعين يوما، واجعل مخرج الناس لقدر أن يستهلوا جمادى الآخرة بعيان، وإن قدرت أن تنهض صنعاء فتسبب ظهرا من الزاد والقوة من واجبنا، أو دين يدانه علينا، واكتف بسوقك فالسوق يحمل العساكر، ولم تخرج برجال وخرجت بسوق لصحبك من الرجال أكثر مما يقدّر، وإن كنت قد رأيت العشائر لا يناصرون إلا رجال البون ومن قبلك في اليمن، فالحزم في جميع أمورك لا تدع بلدا في مخلافك من البلدان إلا هدرته وواليه، وأمرت الكل بالقوة القوية والعدة الجندية، ولا تحسبن القوم عما عهدت، مع القوم مادة هذين العبدين، ومعهم ما قبضوا من الخراج الذي كان هنالك لنا.

  وذكر لي أنهم رسموا على كل نخلة في الوادي درهما، وقد كانوا مرادا ونهد وزبيد ليس يأخذ القوم أمرهم إلا بالحزم، ونرجو أن لا يكومن معهم من اللّه توفيق ولا عون، ومن لم يهده اللّه فهو ملعون مأفون، ومع ذلك فإن الناس فسلوا فلا تقال نفسك ولا من يخرج معك عن الخروج إلي، فنحن في حال اجتماعنا نعلو من الرأي ما تحملنا، وفي الحضرة اليوم من أهل بيتك أهل الحجاز فوق مائتي رجل، لو لم ينضم إلينا إلا ثلاثة آلاف لإقامة حرب الكفرة، مع أن الناس إذا حزمت في أمورك لحقت منهم ما تحب، واعلم أن يوسف والمليح وبني الحارث، سيكونون هؤلاء يدا لا شك في ذلك، وسيجران من عسكرنا من يريد الغدر والشقاق، فلا جار اللّه للجميع منهم.