مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[دعوة عامة للجهاد]

صفحة 327 - الجزء 1

  يتبعوا أمره وما يجدونه ظاهرا في كتابه، فالعجب لقوم منتحلين الإيمان باللّه ولا يطيعون أمره، ولا يتبعون سنته ولا يخافونه ولا يخشونه.

  أيظن أولئك أنهم مؤمنون أو أنهم من عذاب ربهم ناجون؟! هيهات هيهات هلك أولئك ورب العرش العظيم! كما هلك الأولون وسيتبعهم الآخرون، فإنا للّه وإنا إليه راجعون.

  ألا فهل من مؤمن محق أو مساعد موافق، ينصران على المخالف المفارق، للذي أبدا للحق صفحته، وأظهر للناس مخالفته، أين من يعتقد محض الإيمان ويحدث به نفسه؟! يثبت بنفسه قبل بدأنا للتحسبة، فلا عرفه اللّه وجه محمد، ولا نجاه في يوم القيامة من غضبه، إلا ويبدي لي أحد وجهه، وهو في وهم من مقامي، فإنه لا قوام للحسبة بذوي وهم، ولا علو إلا بأولي العزم، ألا وقد داريت بأهل اليمن منذ وليتموني عليكم، فأطلت المداراة، ولم أقم أحكام اللّه فيكم حتى تكلم في ذلك المتكلم، ولم أسر حق سيرة بينكم لعدم مزية لقوم الحسبة على أهل الباطل منكم حتى الآن، حين تناهى الباطل وبان أهله، وساعد كل امرئ من شاكله.

  فهل لنا من ذوي شكل يعتمد عليه؟! أو من آنس بنفسه يعمل عليه؟! ولا مقام لمحق على باطل بين من لا يناصر ولا يستعان به على أولئك، ألا وليعلم من يتبعني منكم لدنيا أو لآخرة، أنا لا نلحق الدنيا إلا بالآخرة، ولا نلحق الآخرة إلا بالدنيا، ومن دون ذلك نحن لا نجاوز إلا بالصبر على طاعة اللّه واتباع أمره، والقول في ذلك ما قال النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم:

  «من طلب الدنيا فأتته الدنيا والآخرة، ومن طلب الآخرة نالها وانقادت إليه